ملتقطات متناقضة/خاص مقالات الدكتور إبراهيم

شيئ من نقيض

لكل أمر ظاهر وباطن .. إما بوعي مقصود أو بقصور ذاتي حقيقي..
رأيت بعض المسلسلات الدرامية ، والرومانسية التي تعرض على شاشات القنوات التلفزيونية خاصة تلك المسلسلات المدبلجة غير العربية.
حيث اهتمت بقضايا المرأة فيما يتناول قرارها ، واستقلاليتها عن الرجل تحديدا…
فلها أن تحب من تشاء ، ولها أن تتزوج بإرادتها بل وتتخذ كل السبل التي تؤدي لتحقيق رغباتها ، وإرادتها بحرية شبه مطلقة ؛ طبعا بقالب درامي ، ورومانسي يبهر العقل ، ويشعل شموع الأحاسيس ، والعواطف ..
بعيدا عن الحلال ، والحرام أو الأعراف ،والعادات فإني أرى تناقضا مع الغاية الظاهرة وهي حرية المرأة ، واستقلالها للتخلص من التبعية ، والاستغلال ، والظلم. .
إلا أن تفاصيل الأحداث تأبى إلا أن تكرس أن المرأة شيئ من حق أي ذكر الحصول عليه بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة ملغية اي خيار للمرأة أن تستقل ، وتنعم بحرية اختيارها…
غالبا تبدأ تلك المسلسلات بفتاة تتعلق برجل كل الطرق المشروعة موصدة بينهما للتواصل الفطري السليم..
بعدها تتطور احداث المسلسل عارضة انواع الوسائل البديلة من أجل التوصل للآخر بصور تتنازل فيها الفتاة عن الحقوق ، وتتمرد على القيود الأدبية ، والاعتبارية للانوثة حتى عن حصانتها الجسدية وتحييد سلبيات تلك الممارسات على الأنثى..
وبالتالي تنطوي وبصورة مقصودة شناعة تلك الحياة على حياة المجتمع خاصة الأنثى إلا أن القصور الذاتي يسرب الصورة غير المرادة للظهور وهي صورة ساذجة تبين أن المرأة تحولت إلى شيئ يقولب الأنثى بدمية يتلاعب بها ذكر حيد ضميره ، وأخلاقه ، وضخم انانيته ، ورغباته في تجريد المرأة من حريتها واستقلاليتها….
ثم تتتابع المشاهد لتصل أن يتنازع رجلان أو أكثر عليها دون اعتبار لاختيارها الذاتي وقد يتمادى العرض التصويري باختطافها من اهلها او ممن تزوجت به وقتله ليتمكن منها بكل حقد ، وتشفي ، وأنانية قبيحة ثم تنتهي حقبة التمرد بكارثة لم تختارها المرأة يوما وانما تخيلت جنة الاستقلال ، والتمرد ونسيت أن الرجل داخله كائن متوحش إذا انكسرت القيود فلن يرحم ولو اليد التي امتدت لتفك قيده…..
القيود هي الدين ، والقيم ، والأخلاق ، والضمير ، والعادات التي تحكم علاقة المرأة بالرجل ….
أما الأفكار ، والمذاهب ، والنظم فهي المحددة لممارسة تلك العلاقة وفقا للقيود محاولة تقليل السلبيات ، وتعزيز الإيجابيات بما فيه حماية ومصلحة للمرأة ، والرجل بما يتوافق مع هذا المجتمع أو ذاك بما لا يخالف الدين ، والقيم ، والأخلاق للمجتمع الحاضن للمرأة ، والرجل…
في منظوري الخاص أن تلك المسلسلات تزيد النفرة ، والريبة من مسمى حرية المرأة ، واستقلاليتها بسبب تلك المشاهد التي تسيئ بصورة غبية للمرأة قبل الرجل ومن خلفهم المجتمع بكل مؤسساته ، وهيئاته التي تسعى بصدق ، وإخلاص لوضع أفضل لحرية ، واستقلالية تهيئ المرأة لتكون عضوا فاعلا في فعاليات ، ومناشط التنمية ، والرفاه .
ودمتم سالمين ،،،،،،

د/إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق
المملكة العربية العربية
القصيم – بريدة ..

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى